إيليا – في خبر قد يحمل بين طياته مفارقات اقتصادية مثيرة، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات، إذ يعادل حاليًا 0.85 يورو، بل وقد لامس 0.84 نهاية الأسبوع الماضي. هذه الانتكاسة لها تداعيات متباينة بين من يستفيد منها ومن يتضرر.
هدية للسياح وكابوس للمصدرين الأوروبيين
للمسافرين البلجيكيين الراغبين في قضاء عطلاتهم في الولايات المتحدة أو شراء منتجات تُسعَّر بالدولار، يمثل هذا التراجع خبراً ساراً. القوة الشرائية للمواطن الأوروبي تعززت بفضل ضعف الدولار، ما يعني تكلفة أقل عند الإنفاق في الخارج.
في المقابل، فإن هذا الانخفاض يضعف تنافسية الشركات الأوروبية والبلجيكية التي تصدر بضائعها إلى الخارج، لاسيما إلى الولايات المتحدة. فكلما كان الدولار ضعيفًا، أصبحت المنتجات الأوروبية أغلى سعراً للمستهلك الأمريكي، مما يهدد صادرات القارة ويعيق نموها الاقتصادي.
البنك المركزي الأوروبي حذر من أن استمرار ارتفاع اليورو مقابل الدولار سيُعقّد الوضع التنافسي للاتحاد الأوروبي، ويضعف جاذبية الشركات التي تعتمد على التسعير بالدولار.
ترامب يعيد ترتيب أوراق التجارة العالمية
في خطوة مثيرة للجدل، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً يقضي بتأجيل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة حتى الأول من أغسطس، ما يمنح الدول المستهدفة، وعددها 14، مهلة أخيرة للتفاوض على اتفاقيات تجارية تفضيلية. وقد بدأت الولايات المتحدة بإرسال رسائل رسمية لتلك الدول تتضمن تهديدًا صريحًا بفرض رسوم إضافية حال فشل المفاوضات.
اللافت أن عودة ترامب إلى البيض الأبيض لم تحفّز الدولار كما كان متوقعًا، بل تسببت في انهياره، وهو ما يراه بعض المحللين جزءًا من استراتيجيته لجعل المنتجات الأمريكية أكثر جاذبية في الأسواق العالمية.